القولون العصبي.. نتيجة للضغوط اليومية
قال اختصاصي طب العائلة د. عبد الحميد الجدي أن القولون العصبي الذي يصيب شريحة كبيرة من الناس وخاصة الشباب الذين هو نتيجة للضغوط اليومية التي يواجهونها في البيت والعمل والشارع.
واضاف الدكتور الجدي في بيان صحافي ان اعراض مرض القولون العصبي تكون على شكل ألم مزمن ومتردد في منطقة البطن مصاحب باعراض اخرى مثل انتفاخ في البطن مع وجود غازات اخرى كثيرة وحموضة في المعدة يصاحبها إسهال او امساك مع تغيير في طبيعة البراز.
وأوضح، حسب وكالة الأنباء الكويتية، ان أهم ما يميز هذا المرض هو ارتباطه بالحالة النفسية للمريض فيزداد الألم بسوء الحالة النفسية للمريض بالاضافة الى بقية الاعراض المصاحبة له كالتوتر والقلق والاضطرابات النفسية والعاطفية وقد يزداد الألم بتناول نوع خاص من الطعام.
وذكر انه لايوجد تحاليل او اشعات لتشخيص القولون العصبي بل تستعمل هذه التحاليل لتشخيص هذا المرض في حالة وجود اي اختلال في وظائف الجسم المختلفة الاخرى. وبين الجدي انه لايوجد علاج دوائي يقضي على هذا المرض ومعظم الادوية المستعملة هي لتقليل اعراض المرض كمضادات التقلصات او الملينات في حالة الامساك ومضادات الغازات.
ونصح مرضى القولون بمحاولة التغلب على القلق ان امكن مع البعد عن الاغذية المسببة للالم وتنظيم حركة الامعاء للتغلب على الامساك وذلك بالاكثار من تناول الطعام الذي يحتوي على النخالة وشرب كمية كافية من الماء حوالي 10 الى 12 كوبا من الماء يوميا واكل الفاكهة وخاصة البرتقال والجريب فروت مع عصير البرتقال غير المحلى.
وافاد انه للتغلب على الانتفاخ فانه ينصح بمضغ الطعام ببطء مع اخذ وقت كاف من الراحة بعد الاكل والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية وتحاشي الاكل الساخن جدا الذي يبلع ولا يمضغ وتجنب الطعام الذي يحتوي على السكريات مثل الكيك والبسكويت وتجنب بعض البقوليات مثل العدس والفول واحيانا تجنب شرب الحليب بكثرة لانه يساعد على تكوين الغازات.
ودعا الجدي المصابين بهذا المرض الى معرفة مواطن القلق في حياتهم والتغلب عليها ولابأس من استشارة الاصدقاء او المستشار النفسي في هذا الموضوع والاسترخاء يوميا لمدة نصف ساعة مع قراءة القرآن أو بعض القصص المسلية والمواظبة على المشي يوميا لمدة نصف ساعة او ساعة 3 مرات بالاسبوع.
هذا ومن جانب آخر، تقول إحصاءات الدول الغربية أن النساء اكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف كما تقول شبكة صحة الطبية، وربما كانت المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سببا في ذلك.
تتمثل بعض أسباب القولون العصبي أي، الأسباب التي تؤدي إلي اعتلال وظيفي مؤقت في عمل الجهاز الهضمي) بالآتي، التدخين وشرب الكحول، بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلقاً أو مكتئباً أو حزيناً، بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلى آخر.
والقولون العصبي مشكلة اكلينيكية مزمنة تشمل مزيجا من آلام البطن وتغيرا في عادات تفريغ الامعاء ويمكن أن يعاني المرضى ايضا من سلسلة من المشاكل المرتبطة بهذه الحالة مثل الشعور بعد التفريغ الكامل للأمعاء، شكل غير طبيعي للبراز، إفراز المخاط ، وشعور بالانتفاخ، وتطبل في البطن.
ويمكن للقولون العصبي ان يظهر بدرجات مختلفة من الحدة وفي اكثر أشكاله المدمرة، تكون الأعراض طويلة الأمد، مسببة العجز وثابتة دائما ولها ارتباط ضئيل بتناول الطعام او حركة الأمعاء .
أما في الحالات الأخف حدة، يمكن للأعراض أن تظهر نتيجة لتناول بعض أنواع الطعام او حركة الامعاء و بغض النظر عن حدة المرض، فإن القولون العصبي مرض مزمن و يلازم المريض طوال حياته و في كثير من الأحيان.
ما هي الأشياء التي تؤثر على المشكلة؟
إن مجرد شرب الماء في بعض الأحيان يمكن ان يسبب الانتفاخ في بعض المرضى اما بالنسبة للآخرين، فان أنواعا محددة من الطعام يمكن ان تسبب او تكون ذا علاقة بانتفاخ المعدة بما في ذلك البهارات، منتجات الحليب، المواد الصناعية المحلية، الحوامض والدهون.
ويمكن أن تتفاعل كافة هذه المواد مع نفس المستقبلات العصبية في القناة الهضمية ويمكن أن تثير المشاكل العاطفية، اضطرابات النوم، الحزن، الاكتئاب والقلق أعراض القولون العصبي وكذلك المواقف التي يمكن للفرد ان يعتبرها مثيرة للتوتر وفي معظم الأحيان تظهر الأعراض بسبب عدة عوامل.
ما الذي يمكن عمله؟
القولون العصبي لا يمكن شفاؤه ولكن يمكن السيطرة عليه في كثير من الحالات وفي الوقت الذي يحاول العلماء فيه اكتشاف أسباب فرط الحساسية وتطوير أدوية فعالة، فأن هدف المعالجة يتمثل في تخفيف حدة الأعراض الى مستوى بحيث لا تتدخل في نمط حياة المريض.
وتكمن الخطوة الأولى في مراجعة الطبيب من اجل استبعاد اي مرض اخر يمكن علاجه و تثنيت تشخيص القولون العصبي لدى المرضى ويمن إصلاح بعض اوجه الخلل الجسدية بالجراحة بينما تمكن الأدوية من تخفيف الإسهال، الإمساك و الألم.
ويستطيع المختصون بتحديد مثيرات الحالة لدى معظم المرضى سواء كانت هذه غذائية ،سلوكية او نفسية و ذلك من اجل التخطيط لعلاج ناجح ويمكن ان يشمل العلاج الأدوية، التدريب على الاسترخاء ،العلاج النفسي القصير الأمد، الابر الصينية والاستشارات الخاصة بالتغذية و في العادة فأن مزيجا من هذه يعتبر الأكثر فعالية.
وبصورة عامة ،تصبح الاستجابة للعلاج اكثر فاعلية حين تكون الأعراض مرتبطة بشكل محدد بالمثيرات الغذائية او السلوكية وحين يتقبل المريض الطبيعة الخاصة للمرض.