لطالما أكد خبراء التغذية الأهمية التي يتمتع بها نبات الجرجير بالنسبة لصحة الانسان، ورغم انحسار زراعته في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلا أن استخدامه بات عالمياً وانتشر على نطاق واسع خصوصاً في الأعوام القليلة الماضية. وإلى جانب قيمته الغذائية، فإن لهذه النبتة فوائد صحية عدة، منها الوقاية من الإمساك إذ أن الجرجير غني بالألياف، ومنع الإصابة بأمراض سوء التغذية، كما أنه مفيد لمرضى القلب، والصدر، والسكر، والكبد.
واثبتت دراسات عدة غنى هذه النبتة بالمعادن مثل الكالسيوم، والحديد، والزنك، والفوسفور، وبه تركيزات عالية من فيتامين «أ» وفيتامين «ج». في حين اعتبر خبراء تغذية حول العالم ان الجرجير أفضل «تكنولوجيا رخيصة» وبسيطة وسريعة يمكن أن يستخدمها الإنسان للمحافظة على صحته ومقاومة الأمراض.
وأشارت دراسات أجريت في أميركا اللاتينية الى «أن مستحضراً تم استخلاصه من الجرجير، ساعد في التغلب على العقم عند الرجال». وبعد تناول عينة من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الإنجاب، في أواسط أعمارهم، بدأ عمل أجهزتهم التناسلية يتحسن تدريجياً. وقال العلماء «ان تطوير مستحضرات من هذا النبات ودراسة تأثيرها في العملية التناسلية، يمكن أن يسهم في علاج العقم عند الرجال».
تنشيط الأنزيمات
وأفادت دراسة طبية حديثة بأن الجرجير «يحمي من الأورام الخبيثة»، وأوضحت أن هذه النبتة تحتوي على مركبات «فايتو غلوكو سينولات» المقاومة للأورام نظراً لأنها تعمل على تنشيط أنزيمات الجسم التي تزيل سمّية الملوثات المحدثة للأورام، ويساعد شرب عصير أوراق الجرجير وبذوره على تحفيز الرغبة الجنسية، كما يفيد في علاج حالات الاختلال في الغدة الدرقية والأمراض الناشئة من هذا الاختلال وذلك لاحتوائه على نسبة من مادة اليود.
ورغم أنه يساعد على إدرار اللبن عند المرضعات خصوصاً إذا استعمل عصيره مع الحليب، إلا أنه ينصح بعدم الإفراط في تناول الجرجير من قبل الحوامل.
تجربة غذائية
وفي سياق متصل، أجرى باحثون من جامعة «ألستر البريطانية»، العام الماضي تجربة غذائية إكلينيكية شارك فيها 30 رجلاً و30 امرأة، بينهم 30 مدخناً، تراوح أعمارهم بين 19 و55 عاماً.
وطلب من كل مشارك تناول 85 غراماً يومياً من الجرجير لمدة ثمانية أسابيع إلى جانب غذائهم اليومي المعتاد. وكانت التغيرات المفيدة الناجمة عن تناول الجرجير أعظم ما تكون لدى المشاركين المدخنين. الأمر الذي يعكس عبئاً سِّميًا بالغًا أو إجهاد الأكسدة الذي يتعرض له المدخنون.
فقد وجد أن لديهم أقل مستويات لمضادات الأكسدة عند بداية التجربة مقارنة بغير المدخنين. ووجد فريق البحث انخفاضاً ملموساً بعطب الحامض النووي في خلايا الدم البيضاء بنحو 23%، ويعتبر عطب الحامض النووي بخلايا الدم مؤشراً على مخاطر الإصابة بالسرطان للجسم كله.
ولدى تعريض عينة الدم للجذور الحرة «المؤكسدة» التي أنتجت مادة هيدروجين البيروكسايد، وجد الباحثون انخفاضاً في عطب الحامض النووي بخلايا الدم البيضاء بنسبة 9.4%.ولاحظ الباحثون أن مستوى حصول الجسم على الألياف الغذائية، وفيتامينات «ج»، و«هـ»، والفولات، وبيتاكاروتين، كانت أعلى بشكل ملموس خلال فترة تناول كميات الجرجير اليومية.